accessibility

من الجلوس إلى العلوّ وطنٌ يكتب فصول المجد

من الجلوس إلى العلوّ... وطنٌ يكتب فصول المجد بقلم: الأستاذ الدكتور هاني النوافلة أمين عام المجلس التمريضي الأردني

مؤاب - في السادس والعشرين من أعوام المُلك الراسخ، يطلُّ علينا عيدُ الجلوس الملكي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، مجلّلًا بالفخار، موشّحًا بأكاليل الإنجاز، حافلًا بما يُباهي به الأردنيُّون الدنيا من عزةٍ ومكانةٍ وبأسٍ وعطاء.

ستة وعشرون عامًا لم تكن زمنًا يمضي، بل مسيرةٌ تُسطّر في صحائف التاريخ بأحرفٍ من نور، ومواقفٍ من عزم، وإرادةٍ لا تنثني. عرشٌ عُقد عليه العزمُ الهاشميُّ أن يكون للناس، لا على الناس، وأن تكون الراية فيه ناصعةً بالعدل، وارفةً بالرعاية، شاهقةً بالكرامة الإنسانية.

وفي غمرة هذه المناسبة الوطنية الخالدة، يسطع نجم الإنجاز الأردني في شتى الميادين، حتى إذا أردنا شاهدًا حديثًا على العزيمة الأردنية، وجدناه في تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، في مشهدٍ لم يكن رياضيًّا فحسب، بل تعبيرًا عن هويةٍ وطنيةٍ لا تعرف التراخي، وإرادةٍ شعبيةٍ تعتنق المجد وترفض القعود.

ولكن، إن كان للمجد ميادين، فأشرفُها ميدان الصحة، وأنبلُها ميدان التمريض، حيث تلتقي الرحمة بالعلم، والحنوّ بالحرفية، والعطاء بالصبر. ففي ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، حظي القطاع الصحي باهتمامٍ غير مسبوق، ترجمه جلالة الملك توجيهًا ومتابعةً وإصلاحًا، فغدا الأردن أنموذجًا في الكفاءة الطبية والمهنية، ومقصدًا يُشاد به في الإقليم والعالم.

ومن صميم هذا النهج النبيل، بزغَ نجم التمريض الأردني، مدعومًا بسخاء الرعاية الملكية وسموّ الدعم الذي توليه صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين – رائدة التمريض العربي، وملهمة أجياله – التي خطّت، منذ عقود، مسارًا واضحًا لتطوير المهنة، إيمانًا منها بأن التمريض ليس مجرد وظيفة، بل رسالةُ حياة.

وإن المجلس التمريضي الأردني،ليقف على ثغور التطوير، مشعلًا منارات التدريب، ورافعًا معايير الاعتماد، وساهرًا على صيانة شرف المهنة، وتحقيق نهضتها، وصون كرامة منتسبيها. فبالعلم ترتقي الأمم، وبالرحمة تكتمل الرسالة، وبهما معًا تتجلى صورة الأردن في أبهى تجلياتها.

إن أمانة الوطن لا توهَب، بل تُحمَل. وإن خدمة الناس ليست مزيّة، بل عهدٌ يُسأل عنه المرء بين يدي الله والتاريخ. فلنكن كما أرادنا الملك: سواعد تبني، وعقول تُبدع، وقلوبٌ تنبض بالإخلاص. وليكن التمريضُ عنوان فخرنا، وسفارةَ إنسانيتنا في كل مشفى وكل بيت وكل مفترق أمل.

وفي عيد الجلوس الملكي، نقف بإجلال أمام مسيرة قائدٍ أحبَّ شعبه فبادله الشعب حبًا بحب، وولاءً بولاء. قائدٌ آمن بأن أعظم استثمار هو في الإنسان الأردني، فمكّنه، وعلّمه، وهيّأ له بيئة العطاء، فانطلقت الطاقات، وتجدد الأمل، وارتفعت الرايات.

كل عام ومليكنا المفدى، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بألف خير.

وكل عام ووليّ عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على خُطى المجد والنور.

وكل عام وأردننا وطنٌ يكتب فصول المجد... من الجلوس إلى العلوّ، ومن العلوّ إلى الخلود.

كيف تقيم محتوى الصفحة؟